It took me 17 years to obtain my freedom, and it will take me more years to spread it out and make it a natural given right for all woman in this world.

الأربعاء، 9 يوليو 2008

The Hoax

هل شاهدت فلم لريتشارد جير يسمى الخدعة؟



" never let the truth get in a way of a good story"

"لا تدع الحقيقة تقف في وجة قصة جيدة"








صورة للصحفي الحقيقي كليفورد و اسفلها صورة لهوارد هيوز الحقيقي


حسنا
قد يبدو الفلم و كأنه قصة عادية لخدعة قام بها صحفي امريكي في اواخر الستينات و اوائل السبعينات

لكن اذا اردت محاولة رؤية الفلم من وجة نظر اخرى
فاضمن لك عزيزي القارئ كمية من الاكتشافات مذهلة كفيلة بأن تذهب من عقلك اي احساس بالراحة كنت تأمل حدوثه

الفلم يحكي قصة صحفي بل كاتب امريكي يبدو انه جيد نوعا ما او انه بارع و لكن لا احد يقدر موهبته
فطبع كتابا و تم نشره لكنه لم يلق هذا الرواج المتوقع
و فشل اسمه ككاتب ناجح في سوق الكتاب و الناشرين

بعد فترة يظهر له امل مرة اخرى في نشر كتاب اخر و كان يعلق عليه امالا كبيرة اذ انه وصل
لحالة من الفقر الشديد اوصلته لبيع كنبة بيته و قبلها اشياء اخرى بالطبع
بعد ان قام بقطع شوط لا باس به في اقناع دار نشر ماكجرو-هيل بنشر احدث كتبه المؤلفة و بعد ان يذهب و يشتري لزوجتة سيارة جديدة و يمني نفسه بحياة سعيدة قادمة لا محالة يكتشف ان دار النشر رفضت كتابه لتدني مستواه

بالطبع يكتئب و يحزن لمثل هذاالخبر
و لكن وحدها الصدفة تقوده لابتكار خدعة قرر القيام بها بعد ان قرا عدد لمجلة قامت بحوار و سبق صحفي مع هاورد هيوز صاحب شكرات تي جبليو ايه الامريكية و الذي قام الممثل ليوناردو ديكابريو بتمثيل فلم عنه بعنوان الطيار او "
the aviator
و لهيوز قصة من اشهر قصص المحاكم في تاريخ امريكا الحديث بل ربما القديم ايضا يمكنك معرفة خلفيتها
هنا

و هنا


مختصرها انه من ضمن العديد من شركاته و فنادقه كان يمتلك شكرة الطيران المريكية الاشهر على الاطلاق المسماة ب
TWA
و كان للكثير اسهم فيها و لكن تصاعد مواقف كثيرة يؤدي لخسارة هذة الشركة و بالتالي يحق لمساهميها رفع قضية على هاورد هيوز لاخلاله بشروط الاسهم و ما تلاها

هذا الحكم كان يستوجب حضور هيوز للمحكمة و لمرضه بالوسواس القهري لم يحضر و لم تحصل المحكمة و لا المساهمين على مبتغاهم
و كان اي ظهور له في المحاكم كفيل بتطبيق الأحكام الصادرة ضده بدفع ملايين التعويضات للمساهمين المتضررين

لماذا اقول هذا؟
فقط حتى انبه غياب هيوز عن ساحات الحياة بكل اشكالها
و لعدم قدرته على متابعة حياته بالشكل الطبيعي كباقي الافراد بالذات اذا كانوا من مالكي الشركات و متعددي المواهب كما الحال معه

نعود للصحفي الذي يقرا حوارا اقيم لمجلة ما مع هيوز و لكنه لم يكن حوارا عاديا اذ ان ظروف هيوز تحيل بينه و بين اي شخص الاقتراب منه و التحدث معه و التعامل معه بشكل طبيعي
و كل شئ تتم ادارته عن طريق اعوان له مقربون و حتى هم لا يراهم و لا هم يروه الا نادرا
و كان هيوز في اواخر مراحل حياته قد اصيب بالصمم فاصبح التعامل معه اصعب و يتم عن طريق الكتابه
تنشر المجلة رساله مكتوبة بخط يد هيوز
يراها الصحفي المكتئب لفشله
و فجاة تظهر له الخطة الجهنمية في لحظتها
و التي يساعدها وجود الحقائق التالية:

1- هيوز لا يتصل باحد و لا احد يتصل به
2- لا احد يعرف على وجه الدقة اي شئ عن هيوز الا عن طريق معاونيه و لكن لا اتصال مباشر تم حدوثه ابدا
3- مهما حدث من الصحفي كقصة ملفقة او غيرها فلن يستطيع هيوز مقاضاته فظهوره صعب جدا غير انه غير مستعد لدفع تعويضات بالملايين لاصحاب الاسهم و لكنه مستعد للتضحية باي نوع اشاعات تظهر عنه كونها ملفقة من صحفي لم يقابله ابدا
4-هيوز قدم بنفسه كيفية تقليده اذ ان المجلة نشرت رسالة مكتوبة له بخط اليد اي انه ساعد من يريد الخداع بتسهيل المهمة عليه

يبدو ان صحفينا هذا بارع في التقليد و محاكاة الادوار
يبدا بالتصرف على هذا الاساس
بداية من تزوير رسالة يقنع بها المسؤولولن ان هيوز قد بعثها له مظهرا موافقته على اصدار كتاب بتناول فيه حياته الشخصية و ما حدث فيها من مشاكل و اخفاقات


نسخة من الرسالة التي يعتقد ان كليفورد قد سنخها عن هيوز

ينبهر المسؤلون في ماكجروهيل و يقوموا بعمل جميع الاحتياطات للتاكد من صحة الرسالة و صوت هيوز المسجل على شريط و هكذا
تتم العميلة بكل براعة
الى حد ان هناك من اتوا من طرف هيوز ليضعوا بين يدي الصحفي ادلة موثقة تدين الرئيس الامريكي وقتها نيكسون لتدينه و نفضحه
اذ يبدو انه كانت هناك اتفاقية ما بين نيكسون و هيوز و قام نيسكون بخداع هيوز فقرر الاخير الاخذ بثاره
بالطبع يعلم الرئيس بما سوف يجلب عليه خراب مالطة و يلمح الفلم الى ان هذا الذي حصل في الحقيقة هو الذي ادى لفضيحة ووتر جيت الشهيرة التي اطاحت بنيكسون و جعلته يجر اذيال الخيبة و هو خارج من البيت الابيض
الا ان النهاية تحمل معها بعض الثقوب التي تكشف زيف هذه الخدعة
و ينفي هيوز علمه باي شئ قد اقامه مع الصحفي من لقاءات او ادلة او براهين و من هنا يتم حبس الصحفي نظير
تحايله على شركة النشر و القيام بالكذب و انتحال شخصية هيوز اذ كان يقلد صوته و يسجله و يزور طريقة كتابته من بعد ما نشرت المجلة الاولى رسالة حقيقية لهيوز
و الان عزيزي القارئ
الفلم رائع، اليس كذلك؟

لكنه يتطرق لمشكلة اكبر على مستوى الواقع الذي نعيشه
كم من هذه الاحداث ينطبق على ما نسميه الاديان السماوية و كيفية وصولها لنا كبشر؟؟
من منا راى الله حتى يتاكد من وجوده بهذه القوة الغيبية الغريبة؟؟
الم تشعر معي عزيزي القارئ ان هيوز هونفسه الله الذي لم يراه احد منا؟؟
الم تشعر ان الصحفي هو كل الرسل السماويين؟؟
الم تشعر ان اعوان هيوز مثلهم مثل ملائكة الله و شياطينه المزعومين؟؟
في النهاية استحضر هنا تعليق لصديق لي على فكرة الفلم فقال:
"
عجيب أمر الإنسان.. يؤمن بشدة بقضايا لا يعلم من الذي وضعها، ويتحمس بشدة لمهام لا يعلم من الذي كلفه بها، ويصدق كل من جاء ليقول له انه مكلف من سيد أعلى - قيمة أو مكانة - بتوصيل رسالة ما إليه.. يبدو الإنسان لي في أحيان كثيرة محبا للرسائل والمسائل المحتملة، وعازفا عن الوقائع المثبتة الراسخة
"

اذا كان كل هذا صحيح و هو بالفعل كذلك، الا تكن اذا كل هذه القصص خيال علمي بحت من نوع التي تثبت لك نظريا انه يمكن تعليق فيل في زهرة ربيع رقيقة و ابقاءه متدليا، فقط نظريا و لكن على ارض الواقع مستحيل.
فلنقل بطريقة اوقع انها كانت
خدعة؟؟؟
صح؟؟

تحياتي